تقليد الدماغ البشري
م.فراس صالح
أصبح علم الأعصاب يتقدم بشكل متسارع نتيجة تطور الأدوات و التقنيات المستخدمة و اللازمة للبحث .
الاتحاد الاوروبي أطلق مشروع محاكاة الدماغ البشري عام 2013 و رصد له 1.3 مليار يورو لمدة عشر سنين حيث من المتوقع الانتهاء من المحاكاة عام 2023 .؟!
لكن ماهي الأهداف و الطموحات المتوقعة ؟
هل فعلا يمكن محاكاة الدماغ البشري و تقليد آليات عمله بشكل كامل ؟
يجب علينا الانتظار ثمان سنين اخرى لمعرفة النتيجة إذا تم نشر النتائج للعامة .
و لكن يعتبر الدماغ البشري النظام الحيوي الأعقد على الإطلاق , فالمحاكاة يجب أن تشمل كل التفاصيل و الامكانيات (الوعي – التفكير – العاطفة – المتعة – الألم – هذا عدا المحاكاة البنيوية و آلية المعالجة و التخزين و الاستجابة و بالزمن المكافئ للزمن الذي يستهلكه الدماغ البشري) , برأي بعض العلماء هذا ممكن و لكن ليس قبل 100 عام,
و عندما ينجح ذلك فهل نصل إلى عصر الآلات على الارض و ماهي الأخلاقيات التي ستحكم هذا التطور و هذه التقنية ؟
الكثير من علماء الأعصاب و من المشاركين في المشروع الاوروبي للدماغ البشري شككوا في نجاح المشروع و في أهداف المشروع و تمنوا على الاتحاد الاوروبي لو صرف هذه الاموال على أبحاث منفصلة للتعمق بفهم الدماغ قبل البدء بمشروع الدماغ الصنعي الالكتروني المحاكي للدماغ البشري و الذي عدوه مقامرة و نوع من العنجهية الاوروبية ليسبقوا الأمريكان و اليابانيين و غيرهم .
لن نستطيع أن ندلي برأينا فيما إذا كان مقامرة أم لا حتى نرى النتائج و لكن هل تصرف الدول الاوروبية مبلغ كهذا لمجرد المقامرة ؟
بعد دراستي المتواضعة أرى أن إمكانية النجاح و خصوصا فيما يتعلق بحل التعقيد الهائل للشبكات العصبونية وبرمجة الوعي و المشاعر صعبة جدا .
كما أن الوصول إلى معالجات و دارات فائقة السرعة و الكفاءة و الموثوقية و منخفضة القدرة شبيهة بالخلايا العصبية مازال بعيد المنال .
قد يتم النجاح على مستوى صغير و لكنه ممتاز و لكنهم لن يقتربوا من مستوى الواحد بالمليون من النجاح التام و مع ذلك يبقى الرقم ممتازنظرا للكم الهائل من العمل .
أمريكا لها مشروعها الخاص و لكنه ليس بمستوى الهدف الاوروبي الذي يطمح لتقليد الدماغ البشري بشكل كامل .
متى يصبح لسوريا أو للعرب مشروعهم ؟
مشروع كهذا أليس أفضل من بناء برج لامعنى له ؟
الحضارة و التقدم تقاس بالناتج الفكري و الإنساني معا ,
لم يخلد الزمان غنيا بل خلد عالما و قد يكون خادما عند هذا الغني أو عبدا .